نادرًا ما يركز عمل سينمائي جديد على الكثير من الجوانب، فمؤخرًا نجد الأفلام العالمية الأكثر إنتاجًا تركز غالبيتها على الحركة والأكشن، وتارة تركز على الفنتازيا والمؤثرات البصرية، وتارة أخرى تركز على التمثيل والأداء والتصوير وتارة تفتقد لكل هذا وذاك وتخرج عمل يصنف كالأسوأ، ولكن هناك دائمًا عمل يخرج للنور ليخالف كل التوقعات.
فيلم Monkey Man استطاع أن يحظى باهتمامي وتركيزي لكل جوانب صناعته منذ المشهد الأول له، وبالرغم من أنه لم يكن من ضمن مخططاتي كشخص مهتم بالمجال السينمائي على قدر ما استطعت، إلا أنه حاز على قدر كبير من التقدير لصانعيه وعند ذكر القائمين عليه فلابد من الإشادة كل الإشادة بالدمج العنصري والديني في الكتابة والتسليط الكبير على الحروب الدينية والأهلية التي يتم افتعالها في مناطق شرق آسيا ولا يتم التركيز عليها وسط كل ما يحدث في العالم من جنون.
سطور وحبكة الفيلم هي البطل الحقيقي للعمل الذي لم يتم سرده كـ حدوتة انتقامية فقط لشخص ما يحاول الانتقام من قاتل والدته والمتمثل في "القوة الأمنية" داخل الهند التي تعد البقعة الأكثر امتلاءً بالعقائد الدينية المختلفة، والتي تعد أشد المحتاجين للقوة الأمنية لفرض السيطرة والتعايش بين مختلف الفئات وليس استخدامها كقوة بطش لصالح فئة بعينها ضد فئة ما، فهناك نقاط كثير داخل السطور كان لها باع كبير في المحافظة على سير أحداث العمل الذي بلغ مدته ساعتين ودقيقة.
كعادة المقالات التي أسردها في سطور، أعبر عن وجهه نظري وكشخص يعد سلسلة أفلام "جون ويك" وأعمال المخرج العالمي كوينتين تارانتيو، من قائمة الأفضل له، كان لمشاهد الأكشن والحركة في فيلم Monkey Man من الأقرب لقلبي ولعيني في المشاهدة، فكل ما تم تجسيده خلال مشاهد الحركة ذكرني بالكثير من حركة "بوجي مان" في أعماله الفنية، وما زاد من البيت شعر هو ذكر أسم "john wick" داخل سياق العمل.
تحدثنا عن الكتابة ومشاهد الحركة، ولن ننسي أن نذكر في سطورنا الإبداع في التصوير ونجاحه في إيصال كل مشاهد الحركة إلى المشاهدين بكل تفاصيلها، وهو ما ظهر بشكل كبير على المشاهدين داخل صالات السينما الذين كانوا يتفاعلون مع تلك المشاهد وكأنهم أطراف داخل المشاجرة أو عملية الركض أو التدريبات التي يتم تصويرها بعدسات توحي لك وكأنك داخل شوارع الهند المتكدسة بالبشر والطوائف المختلفة بشكل كبير.
فبالنهاية تركيز صناع الأعمال السينمائية على إيصال الفكرة بالكثير من المجهود المتمثل في عمليات التصوير والموسيقي والأداء والإخراج هو ما يكلل العمل في النهاية بالنجاح، فلابد من القضاء على ظاهرة الأعمال السينمائية التي تركز على العمل من خلال جانب واحد فقط تاركة الكثير والكثير من الجوانب التي نحب السينما من أجلها.
