سطر صلاح السعدني تاريخا مشرفا من الاعمال المحفورة فى ذاكرة الأمة، كان حضوره طاغيا فى سينما أكتوبر وتحديدا فى فيلمى «الرصاصة لا تزال فى جيبي» و«أغنية على الممر»، وغاص مع العالمى يوسف شاهين فى هموم المصريين فى فيلمى «الأرض» و«اليوم السادس»، وشرح وحلل تحولات المجتمع فى الثمانينات عبر أفلام جريئة مثل «الغول» و«زمن حاتم زهران» و«قضية عم أحمد».. عاش العمدة فى بيوت المصريين، شاركهم أفراحهم وأحزانهم، وروى حكاياتهم فى مسلسلاته بداية من أرض الرجال والعطش والضحية وأبنائى الأعزاء شكرا، مرورا بملحمة ليالى الحلمية وثلاثية نجيب محفوظ السكرية وقصر الشوق وبين القصرين، ورائعة أرابيسك، وأوراق مصرية، ورجل فى زمن العولمة، وحلم الجنوبى.
ولم يكن العمدة بعيدا عن خشبة المسرح وتحديدا مسرح الدولة حيث سطر مشوارا مضيئا بروايات ستظل حية بين كلاسيكيات المسرح المصرى مثل الملك هو الملك وثورة الموتى، وزهرة الصبار والناصر صلاح الدين.. رحل صلاح السعدني وبقى أثرته ومسيرته جزء لا يتجزأ من تاريخ الفن المصرى وصفحة مضيئة فى موسوعة المبدعين المصريين إلى أبد الدهر.
علامات فارقة فى تاريخ الدراما محفورة فى ذاكرتنا وقلوبنا جميعا ببصمة العمدة صلاح السعدنى الذى على الرغم من اختفائه بسبب مرضه ومفارقة الحياة أمس إلا أنه لم يغب يوما من قلوب محبيه ولم يغب بأعماله يوما عن شاشات الدراما التى تعرض اعماله التى تربينا عليها ومازلنا نشاهدها بنفس الحب والشغف وكأنها المرة الأولى على الرغم من حفظ أحداثها عن ظهر قلب، ومن أهم أعماله الدرامية مسلسل «ليالى الحلمية» و«ارابيسك» ودور حسن ارابيسك والملحمة الدرامية التى كتبت على يد أسامة أنور عكاشة والمخرج الكبير اسماعيل عبد الحافظ و«شارع المواردى» ومسلسل «القاصرات» و«رجل من زمن العولمة» حيث بدأ مشواره مع الدراما التليفزيونية فى فترة الستينيات بعدد من المسلسلات والسهرات التليفزيونية منها «الضحية» و قام بشخصية ابو المكارم الأخرس ومسلسل «لا تطفئ الشمس» ومسلسل «الساقية» ثم المسلسل الأهم في تاريخ الدراما «القاهرة والناس» مع نور الشريف ومحمود ياسين وصفية العمرى وبوسي وليلى طاهر وماجدة الخطيب للمخرج محمد فاضل وقدم فى نفس العام ١٩67 مسلسل «الرحيل»
لتأتى فترة السبعينيات بتألق جديد لصلاح السعدنى ومرحلة جديدة بمشاركته بمسلسل «عادات وتقاليد» بطولة عقيلة راتب وعبد العظيم عبد الحق وليلى طاهر ونور الشريف ثم تبعه ببطولة مسلسل «الشاطئ المهجور» و«قطار منتصف الليل» و«الليلة الموعودة» و«غريب فى المدينة» ومسلسل «الشوارع الخلفية» ليختتم فترة السبعينيات بمسلسله الأهم فى تلك الفترة «أبنائى الأعزاء.. شكرا».
أما فترة الثمانينات فبدأها بمسلسل « صيام صيام» ويتبعها بعدد من الأعمال الهامة منها الجزء الأول من مسلسل «ابواب المدينة» بجزئيه ومسلسل «وقال البحر» ومسلسل «أديب» ومسلسل «يوميات نائب فى الارياف « ليقوم بشخصية المهلهل ابن ربيعة بمسلسل «ملحمة الحب والرحيل»، وفى عام ١٩٨7 كانت البداية مع عمدة الدراما صلاح السعدنى بدور «سليمان غانم» بالجزء الأول من مسلسل «ليالى الحلمية» ليتبعه عام ١٩7٨ بالمشاركة فى رائعة الكاتب العالمى نجيب محفوظ «بين القصرين» و«الزوجة أول من يعلم» وعام ١٩٨٨ليكمل مع الثلاثية بـ «قصر الشوق» واستمرار شخصية ياسين ثم العام الذى يليه بالجزء الثانى من مسلسل «ليالي الحلمية».
وتبدأ مرحلة التسعينيات مع صلاح السعدنى بالجزء الثالث من مسلسل «ليالى الحلمية» والجزء الأول من «شارع المواردى» وينطلق مع شخصية مرسى قبطان بمسلسل «النوة» ويكمل بالجزء الرابع من «ليالى الحلمية» ليأتى عام ١٩٩4 ليكتب صلاح السعدنى شهادة ميلاد جديدة فى عالم الدراما بمسلسل «ارابيسك» وشخصية حسن فتح الله النعمانى او حسن أرابيسك الصنايعى الفنان والعمل الذى مازال يصنع نجاحات ويجذب جمهورا جديدا من مختلف الاجيال مع عرضه حتى الآن ويليه عام ١٩٩5 بمسلسل «ليالى الحلمية» الجزء الخامس والجزء الثانى من «شارع المواردى» فى نفس العام وشخصية مصرية اصيلة اخرى عام ١٩٩7 بمسلسل «حلم الجنوبى» بشخصية نصر وهدان القط وعام ١٩٩٨ عرض الحزء الاول من مسلسل «اوراق مصرية» وعام ١٩٩٩ بمسلسل «جسر الخطر» والذى ارتبط الجمهور بأحداثه وشخصيته وقتها.. اما بداية فترة الألفينيات كانت بمثابة حالة النضج الفنى وبدأها بمسلسل «ضرب ابن برقوق» و«وجع البعاد» ثم عام ٢٠٠٢ كان المسلسل ذو الطابع المختلف عن طبيعة الاعمال المعروضة وقتها بمسلسل «رجل فى زمن العولمة» وبدور الحسينى رضوان ويعرض الجزء الثانى من مسلسل الجزء «أوراق مصرية» ثم كان مسلسل «الأصدقاء» مع فاروق الفيشاوى ومحمد وفيق بمسلسل يناقش العدد من القضايا الهامة من خلال علاقة الاصدقاء ببعضهم وثم يعرض الجزء الثانى من مسلسل «رجل فى زمن العولمة» وشخصية مختلفة تماما ايضا وعمدة ولكن بطريقة مختلفة من خلال مسلسل «الناس فى كفر عسكر « مع دلال عبد العزيز وسعد اردش ليعرض الجزء الثالث من مسلسل «اوارق مصرية».. اما عام ٢٠٠5 قدم السعدنى مسلسل «للثروة حسابات أخرى» بدور شقيقين توأم الدكتور مصطفى الشرقاوى ومحمود الشرقاوى.
كما قدم دوراً هاماً بمسلسل «حارة الزعفرانى» و» نقطة نظام «عام ٢٠٠7 وفى نفس العام قدم مسلسل «عمارة يعقوبيان» وقدم أيضا اعمالا مؤثرة بمسلسل «الباطنية» وتبعه بمسلسل «بيت الباشا « ثم مسلسل «الإخوة اعداء» ويختتم أعماله الدرامية بمسلسل «القاصرات» مع داليا البحيرى والذى ناقش خلالها زواج القاصرات بطريقة جريئة ومختلفة عام ٢٠١٣.
5 مسرحيات ورحلة مع الكبار
قدم الفنان الراحل صلاح السعدنى العديد من المسرحيات التى تناولت قضايا سياسية واجتماعية خلدت ذكراه فى وجدان الجمهور.. البداية كانت مع مسرحية «زهرة الصبار» عام ١٩67، إخراج كمال ياسين، وشارك بعدها فى مسرحيتى ثورة الموتى، والناصر صلاح الدين.. وفى عام ١٩٩5 قدم مسرحية «باللو» من إخراج سمير العصفورى .. وعاد السعدنى إلى خشبات المسرح مرة أخرى بعد غياب فى مسرحية «الملك هو الملك» عام ٢٠٠6، والتى تناولت قصة ملك ضجر الذى قرر أن يتنكر هو ووزيره بحثا عن ترفيه بين عامة الشعب، المسرحية إخراج مراد منير، ومن ﺗﺄﻟﻴف سعد الله ونوس، وأشعار أحمد فؤاد نجم، وشارك فى البطولة أمام صلاح السعدنى كل من محمد منير، فايزة كمال، لطفى لبيب.